فتحت المكالمة سمعت صوتي اللي بيكلمني

المحتويات
اقفله عليك ومتتكلمش.
طب أنا
لو سمحت. مافيش وقت.
قفل تاني.
فضلت أبص للورقة. ما ترجعش ورا. يعني إيه ما ارجعش ورا هو أنا أصلا طول عمري برجع ورا. برجع للقرارات اللي بوظت كل حاجة. برجع لوش خطيبتي اللي سابتني برجع لنقاشي مع أمي قبل ما ټموت بأسبوع برجع لنفسي وأنا بضحك على الفرص اللي ضاعت.
الكلاكس وقف. الشارع سكت سكتة غريبة. طلعت موجة هوا دخلت من تحت الباب عملت صفير. الساعة بقت تسعة وخمسة إلا دقيقة.
قمت. روحت على الحمام الصغير. دخلت وقفلته. قعدت على غطا التواليت. الموبايل في إيدي. الساعة بقت تسعة وخمسة.
ساعتها سمعته.
مش صوت عربية ولا غراب. ده صوت أنا. صوتي أنا بيهمس برا الحمام
كريم افتح.
انا اتصلبت.
كريم افتح متخافش.
الموبايل رن.
طليت نفس الرقم الغريب.
ألو
ماتفتحش. أنا عارف إنك سامع صوتك برا. ماتفتحش الباب. ده مش أنا.
طب مين
افتكر الورقة ما ترجعش ورا. أي حد هيحاول يرجعك ورا حتى لو صوته زيك ماتسمعش له.
الصوت برا قرب بقى على وش الباب وبعدين خبط خبطة واحدة خفيفة قوي
كريم لو ما فتحتش دلوقتي ھتموت.
أنا وقفت إيدي على الكالون قلبى بينط في زوري والمخ بيتلوح ما بين ماتفتحش ولو ما فتحتش ھتموت.
جفلت عيني ولفيت الكالون
لفيت الكالون بس ما فتحتش. لفيته لحد الآخر ورجعته مكانه كأني بعمل بروفة لفتح الباب. الصوت برا سكت لحظة وبعدين ضحك. ضحكة خفيفة ما بين السخرية والشفقة.
شاطر بس لسه هتغلط.
إنت مين
أنا اللي كان مفروض تبقى عليه.
العبارة دي دخلت قلبي زي إبرة تلج. اللي كان مفروض تبقى عليه. إزاي يعني
الموبايل رن تاني.
أيوه
كويس إنك ما فتحتش. اسمعني يا كريم كل ده عشان نوصل للحاجة اللي لازم تعملها الساعة تسعة وربع هتجيلك مكالمة تانية من رقم تاني. أول ما ترد هتسمع صوتك بس المرة دي مش هيبقى شبهك قوي. هتحس فيه حاجة مکسورة. متطولش معاه. اسأله سؤال واحد الورقة كانت بتقول إيه لو قالك أي حاجة غير ما ترجعش ورا اقفل.
ومين دول
أنا وأنت وأنت التاني واللي ما بقاش أنت. الموضوع اتلخبط من بدري قوي من زمان. بس الليلة دي هي اللي هتحدد الخط.
خط إيه
خطك.
قعدت ساكت. فيه حاجة جوايا كانت عايزة تصرخ كفاية ألغاز! بس الحقيقة إن الألغاز اللي برا الباب كانت أخطر.
سمعت همهمة برا كأن حد بيكلم نفسه.
كريم أنا عارف كل حركاتك. هتفتح دلوقتي وتعمل نفسك شجاع. وتقول أنا مش هخاف من نفسي.
مش هفتح.
هتفتح لأنك لو ما فتحتش هتفضل قاعد جوه وهتبدأ تسمع صوت أمي وهي بتنده صح نفسك تسمعها
الاسم طلع من حلقه زي الدخان أمك. اتسمرت.
امك يا كريم فاكر آخر مرة كلمتها
اسكت.
قالتلك ماتتأخرش وإنت اتأخرت. فاكر
اسكت.
افتح يا كريم خلي عندك فرصة تعوض.
الموبايل رن تاني.
ألو
ماتسمعش له. كل ده لعب على الوتر. هو بيلمك.
إنت مين بقى أنا تعبت.
أنا اللي حاولت أصلح الغلطة أول مرة وفشلت. الليلة دي لازم نكسر الدايرة.
دايرة إيه
دايرة الندم اللي بيرجعك ورا. كل مرة بتبص من البلكونة كل مرة بتسمع الكلاكس كل مرة بتفتح الباب للصوت اللي برا بتعيد نفس الليلة بنفس التفاصيل بس النهايات بتتغير للأوحش.
أنا محپوس في الليلة دي
لغاية ما توقف وترفض الرجوع آه.
حطيت إيدي على وشي. الدماغ بتلف. طيب فين البداية هو قال غراب. قال كلاكس. قال ما تفتحش الباب.
متابعة القراءة