فتحت المكالمة سمعت صوتي اللي بيكلمني

أنا اسمي كريم ٣١ سنة ومش بحب المكالمات أصلا. يعني لو حد بعتلي ڤويس نوت دقيقتين بتوتر فما بالك بقى بمكالمة أول ما ترد تسمع نفس صوتك بيتكلم!
الموضوع بدأ يوم الاتنين الساعة تسعة إلا تلت بالليل. كنت راجع من الشغل عرقي لسه ناشف من زحمة الأتوبيس وفتحتي باب الشقة وأنا بحاول أفك رباط الكوتشي بإيدي ورا ضهري. الموبايل رن. رقم غريب. قلت أرد عشان أخلص.
ألو
ألو. نفس طبقة صوتي بالظبط
مين
أنا إنت.
اتضحك الأول ضحكة متوترة كده زي اللي بيتصعق. قلتله
بطل هزار بقى إنت مين
أنا كريم وإنت دلوقتي واقف عند الباب بتفك رباط الكوتشي وبتحاول بإيدك اليمين الأول.
اتشنجت. بصيت حواليا كأني هلاقي كاميرا مستخبية في الحيطة. سكت.
سامع هو قالها
سامع.
ماتقفلش. لو سمحت ماتقفلش. أنا محتاجك تسيب الجزمة مكانها وتخش جوه ومتقربش من البلكونة.
ليه
عشان اتنهد عشان في غراب حيعدي بعد ١٥ ثانية ولو فتحت هتبص له وهتبدأ حاجة مش هتعرف توقفها.
حسيت إن الراجل اللي هو أنا بيقول كلام فارغ. بس الغراب يعني إحنا في فيلم قديم
خمس أربع تلاتة
يا عم بطل
واحد.
في اللحظة دي سمعت جناح بيخبط في الهواء صوت مميز قوي وبعدها نعب طويلة من ناحية الشارع. قلبى وقع. ما فتحتش البلكونة. معرفش ليه بس ما فتحتش.
تمام. اسمعني بقى. أنا هكلمك كذا مرة الليلة دي. كل مرة هقولك حاجة لازم تعملها وماينفعش تسألني ليه. ولو خالفت كل حاجة هتبوظ.
يا عم إنت مچنون
افتكر حاجة واحدة الساعة دلوقتي تسعة إلا تلت. لما تبقى تسعة وخمسة ماتكونش في أوضة النوم.
وبس الراجل قفل.
حطيت الموبايل على الترابيزة. مش قادر أستوعب. جبت كباية مية وقلت لنفسي ده أكيد مقلب من العيال في الشغل. بس أنا في شركة سوفت وير آخرهم نكت على الجيت. وبعدين نفس صوتي نفس نبرة الهاء وأنا بتكلم نفس ممم الصغيرة لما بتردد
دخلت أوضة النوم وأنا بقول هو قال ما تكونش هنا تسعة وخمسة. طب وانا هنام فين بصيت في الساعة تسعة إلا عشر دقايق.
قلت كل ده هزار وفتحت كومودينو وطلعت شاحن. الموبايل رن تاني.
أيوه
كريم أنا تاني. لو سمحت ماتدخلش أوضة النوم دلوقتي.
أنا خلاص جوه.
اطلع فورا.
ليه
اسمعني سكت لحظة صوت نفس بيطلع بالعافية فيه عربية ژبالة هتيجي تقف تحت أوضتك بعد دقيقة والسواق هيشغل كلاكس مستمر. مش هتتحمل الصوت هتقوم تبص أول ما تبص هتشوف اللي مش لازم يتشوف.
طب ما أنا لو قعدت في الريسيبشن مش هشوف برضه
الموضوع مش كده. ماتبصش لو سمحت.
من غير نفس أخدت الشاحن وطلعت. وقعت عيني على الساعة تسعة إلا تمن دقايق. قعدت على الكنبة شغلت التلفزيون على ميوت. بعد دقيقة بالظبط العربية وقفت والكلاكس اشتغل فعلا. دااااااان دان دان دان! عصبى شد. جيت أقوم رجلي تقيلة. افتكرت صوته افتكرت نفسي وأنا بقول لو سمحت. قعدت.
المكالمة التالتة جت وأنا بحاول أتنفس
شاطر. اسمع هتعمل حاجة واحدة دلوقتي. هتفتح درج الترابيزة هتلاقي ورقة صفرا قديمة.
أنت عارف كل حاجة في البيت
افتحها.
فتحت. لقيت ورقة كاشير صفرأ متنية. اتفردت بصعوبة. مكتوب عليها بخط إيدي ما ترجعش ورا.
إيه ده
كنت فاكرها نكتة زمان. بس دلوقتي اسمعني. الساعة تسعة وخمسة لازم تكون في الحمام.
مش من شوية قلت ما كونش في أوضة النوم
آه. بس في حمام صغير في الممر مش اللي جوه الأوضة.