حاډثة السيارة كاملة

الأطفال كتب عليها
أبطال السچن أنقذوا نور.
أما الأخوان عادل ووسام فقد تعانقا فورا مع والد الطفلة الذي قال بصوت مخټنق
أنا أبو البنية وإذا أنتم تحتاجون بيت أو شغل هذا رقمي وبيتي مفتوح.
عادت الكاميرات مرة أخرى لكن هذه المرة لم تكن لتوثق مأساة بل لحظة أمل نقية... لحظة يقول فيها المجتمع نعم يمكن أن نغفر.
بمرور الشهور بدأت حياة كل واحد منهم تأخذ مسارا مختلفا
ثائر الحمداني
عاد إلى ورشة سيارات قديمة كانت مغلقة وأعاد افتتاحها تحت اسم جديد
ورشة نور للخدمة السريعة.
استفاد من تبرعات تلقاها من موصليين وتم توظيفه رسميا ضمن برنامج إصلاح وتأهيل.
وأطلق عليه لاحقا لقب ميكانيكي الإنقاذ.
قاسم الجبوري
التحق بدورة لصيانة الهواتف الذكية عبر جمعية أهلية ثم تم قبوله للعمل في متجر لبيع الإلكترونيات في حي النبي يونس وأصبح مشهورا بين الزبائن بلقب قاسم الطيب.
فاضل السعدي
عاد لعائلته في حي الإصلاح الزراعي وبدأ يعمل سائق أجرة بسيارته القديمة يضع لافتة صغيرة أمام الزجاج تقول
كل دين له وفاء وكل خطأ له تصحيح.
عادل ووسام الحيالي
افتتحا بسطة قهوة متواضعة عند جسر نينوى يكتب فوقها بخط يدوي
ماكو شي أقوى من إنك تكون سبب في بقاء طفلة حية.
تحول مكانهم الصغير إلى ملتقى شبابي يزورهم أناس لا ليشربوا القهوة فقط بل ليسمعوا منهم كيف تغيرت حياتهم من ملف جنائي إلى ذكرى من نور.
بعد مرور عام كامل وفي ذكرى الحاډثة أقيم احتفال صغير في قاعة منتدى نينوى الثقافي بعنوان
هم من أنقذوا نور.
حضره محافظ نينوى وقائد الشرطة ورئيس لجنة حقوق الإنسان وعدد من الشخصيات الاجتماعية.
كانت الطفلة نور قد كبرت قليلا تمشي على قدميها ترتدي فستانا أبيض ووردة حمراء في شعرها.
حين صعد والدها ليلقي كلمته قال أمام الجميع
لما أغلق الباب على بنتي كنت أعتقد أن الحياة أغلقت علينا كل شيء. لكن خمسة وجوه من الظلام فتحوا لنا باب الأمل وفتحوه بيد نظيفة.
صعد ثائر إلى المنصة لم يقل الكثير. فقط قال
أنتم من منحنا فرصة ثانية. شكرا لأنكم لم تعاملونا كأرقام سجنية بل كأرواح تحتاج لمن يصدقها.
وانتهى الاحتفال بصورة جماعية ضمت الطفلة نور والديها والسجناء الخمسة والضباط والصحفي الذي كتب القصة أول مرة.
وفي لحظة خيم فيها الصمت صړخت الطفلة الصغيرة بكلمة واحدة فقط
ثاااائر!
فضجت القاعة بالتصفيق وبكى ثائر لأول مرة علنا.
قصة نور لم تكن قصة طفلة فقط بل قصة مجتمع بأكمله يعيد النظر في معناه الحقيقي للعدالة للغفران وللفرص الثانية.
من زنزانة إلى ورشة ومن بدلة سجن إلى يد تنقذ حياة
أثبتت الموصل في هذا المشهد أنها ليست مدينة أنهكتها الحروب فحسب بل مدينة ما زالت تعرف الشهامة والفزعة وكرامة الإنسان حتى في أحلك اللحظات.
في مدينة مثل الموصل التي مرت پالنار والدخان كادت تبكي من جديد بسبب سيارة مغلقة
لكن خمسة رجال من خلف الأسوار فتحوا بابا... ليس فقط لبنت صغيرة بل لبداية جديدة.
وهكذا...
حين أغلقت الحياة بابا على طفلة فتحته الإنسانية من الداخل.