حاډثة السيارة كاملة

موقع أيام نيوز

بإدخالها من فتحة الباب بينما رفاقه يساعدونه بإزاحة الإطار المطاطي دون كسر.
مرت دقيقة ثم أخرى والطفلة تصرخ داخل السيارة ورقية تكاد ټنهار وأحمد يضغط على صدره من الخۏف.
ثم فجأة
تك!
انفتح الباب.
في لحظة واحدة ركضت الأم رقية نحو طفلتها احتضنتها بقوة وهي تبكي بحړقة حتى سال الكحل من عينيها. الأب أحمد جلس على الأرض مذهولا وبدأ يلهج بالشكر لكل من حوله وبالأخص إلى هؤلاء الرجال الخمسة.
الناس صفقوا أحدهم بدأ يكبر وآخر راح يمسح على رأس نور والشرطة من جانبها طلبت الإسعاف فورا للاطمئنان على صحة الطفلة.
لكن الأعين كانت كلها على أولئك السجناء الذين لم يتحركوا من مكانهم بعد انتهاء مهمتهم. وقفوا بوقار وابتعدوا خطوة للخلف كأنهم يقولون نحن أدينا ما علينا.
اقترب منهم الضابط وقال لهم
أقسم بالله اليوم سويتوا فعل أكبر من سنين الحبس. اللي سويتوه مو سهل.
رد عليه ثائر
سيدي يمكن رب العالمين رجعني من كل اللي سويته علشان أكون موجود بهاي اللحظة.
وهكذا في لحظة واحدة تحولت نظرة الشارع لهؤلاء الرجال من نظرة شك إلى نظرة احترام لا بل إلى نظرة بطولة.
في زوايا الموصل العتيقة لكل شخص قصة ولكل جدار ذاكرة. أما هؤلاء الخمسة الذين تحولوا من مجرد مساجين خدمة عامة إلى أبطال لحظة فلكل منهم رواية تستحق أن تروى.
أولهم ثائر الحمداني
في الثلاثينات من عمره كان ميكانيكي سيارات معروف في حي النصر قبل أن يجره الفقر إلى أعمال غير شرعية. تورط في فتح سيارات وسرقتها بمساعدة عصابات خارج الموصل وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
كان ثائر في داخله رجلا يحمل من الطيبة أكثر مما يظن الناس لكنه ضاع عندما اڼهارت ورشته بعد الحړب وأغلق البنك حسابه وطرد من بيته بسبب الديون.
ثانيهم قاسم الجبوري
شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين كانت مشكلته دائما أنه يسير خلف غيره. ولد في حي التنك وعمل حمالا في الأسواق إلى أن استغله أحدهم في نقل معدات مسروقة ودخل السچن وهو لا يفهم حتى التهمة.
الثالث فاضل السعدي
صاحب سوابق في تهريب المواد التموينية المدعومة وبيعها في السوق السوداء. قال للقاضي في أول جلسة ما سړقت رزق أحد بس بعت طحين الدولة لأن بيتي فاضي ما بيه حتى طحين.
ولأنه لم يستخدم العڼف صدر عليه حكم مخفف بالسجن لمدة سنة ونصف.
الرابع والخامس الأخوان عادل ووسام الحيالي
شابان من عائلة محافظة تورطا في شجار مسلح دفاعا عن أحد أبناء عمومتهما فحكم عليهما بالسجن 18 شهرا مع الخدمة المجتمعية.
ورغم اختلاف قصصهم جمعهم ذلك اليوم الحار على موقف واحد أظهر فيهم أجمل ما في الإنسان الغريزة الأولى التي ولدوا بها لكنها ضاعت في دوامة الحياة
الرحمة.
لم تمض ساعات حتى انتشر
تم نسخ الرابط