غواص مصري يكتشف أسرار غامضة وصاډمة داخل بئر زمزم

الكشف العظيم: أسرار بئر زمزم وحملة التطهير التاريخية
في أواخر سبعينات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1979، شهد العالم الإسلامي حدثًا استثنائيًا عندما قررت المملكة العربية السعودية إطلاق حملة تاريخية لتنظيف وتطهير بئر زمزم. جاءت هذه الخطوة بعد توسعة الحرم المكي وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، الأمر الذي دفع المختصين إلى دراسة البئر بعمق أكبر وفهم أسراره التي حيّرت الكثيرين عبر القرون.
رحلة الغوص إلى أعماق البئر
بدأت العملية تحت إشراف فريق هندسي سعودي يقوده المهندس يحيى حمزة كوشك، الذي وثّق تفاصيل الحملة لاحقًا في كتابه الشهير "زمزم"، والذي أصبح المرجع الأهم لتاريخ البئر وعمليات صيانته. استعان كوشك بغواصين محترفين من ميناء جدة هما الغواص المصري محمد يونس وزميله الباكستاني محمد لطيف، وكلاهما كان يتمتع بخبرة واسعة في الغوص في البيئات الصعبة. نزل الغواصان إلى البئر مزودين بأحدث المعدات في ذلك الوقت، حتى وصلا إلى عمق يقارب 19 مترًا في البداية. اعتمدا على بوصلة لتحديد الاتجاهات داخل البئر، لكن المفاجأة الكبرى كانت أن البوصلة توقفت عن العمل تمامًا بمجرد تجاوز مستوى معين. في البداية اعتقد الفريق أن العطل تقني، لكن بعد استبدال البوصلة بأخرى جديدة تكرر الأمر نفسه، وهو ما أثار دهشة جميع المشاركين في الحملة.
المقتنيات الغامضة في القاع

مع استمرار العمل والغوص بحذر، بدأت المفاجآت في الظهور. فقد تم العثور في القاع على أوانٍ فخارية قديمة، وعملات معدنية عثمانية وبريطانية، وحبال ومسبحات، بل وأحجار صغيرة منقوشة بأسماء أشخاص. هذه المكتشفات تعود لعصور مختلفة، وتكشف أن الكثير من الحجاج كانوا يلقون مقتنياتهم أو هداياهم داخل البئر على مرّ السنين اعتقادًا منهم ببركة هذا الفعل.
كما عُثر على قطع معدنية وأدوات بدائية قديمة، وهو ما أعاق عمل البوصلة وجعلها غير قادرة على تحديد الاتجاهات بدقة. هذه المكتشفات أعطت صورة مذهلة عن تاريخ البئر، وكيف ظل شاهدًا على مرور ملايين البشر من مختلف الأزمان والحضارات.
وما كان مريبًا هو العصور على قرون بعض الغنم وعلامات حديدة دائرية جعلت الكثير من التساؤولات تدور حول هذا الأمر! هل هذه أعمال سفلية؟ هل هذه ألغاز أو إشارات لشيء ما؟ هل كان يتم استغلال بئر زمزم بشكل غير سليم.
الإجابة ستجدونها في الفيديو في نهاية المقال.
العمق الحقيقي لبئر زمزم
قبل هذه الحملة، كان يُعتقد أن عمق بئر زمزم لا يتجاوز 20 مترًا. لكن بعد الغوص والقياسات الدقيقة التي أجراها محمد يونس وزميله محمد لطيف، تم اكتشاف أن العمق الحقيقي للبئر يبلغ حوالي 30 مترًا. الجزء السفلي من البئر عبارة عن طبقات صخرية طبيعية تحتوي على شقوق صغيرة، وهذه الشقوق هي التي تسمح بتدفق المياه العذبة نحو البئر باستمرار. كما تبين أن مسار المياه يميل قليلًا في اتجاه الكعبة المشرفة، في دلالة مدهشة على الترابط بين البئر والموقع المقدس.